وحدة دراسات الإتجاهات الفكرية في الشرق الأوسط

الجوانب الدولية والاجتماعية للعنف في العراق

مقدمة

 

حل نيكولاي ملادينوف، وزير خارجية بلغاريا في الأعوام 2010 – 2013، ضيفاً على مركز دراسات الشرق الأوسط و ألقى محاضرة في جلسة تتعلق بالعراق. و هو يشغل منذ عام 2013 منصب المساعد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بأوضاع العراق، و هو يسعى لهدف محدد في العراق: كيف يمكن منع توسع و تعمق العنف في العراق، و من منطلق أن قاطني الشرق الأوسط لا يثقون بما تقوم به المنظمات الدولية، لا يأخذون أهدافها بشكل جدي، و لكن حديث ملادينوف يشير أنه أولاً مطلع على دقائق الأمور، و ثانياً أنه يبدوا مصمماً على تنفيذ برامج المنظمات الدولية، هذا الدارس للحروب يؤكد على نقاط تحكي عن إشرافه و أمله بقضايا العراق، ما سوف تقرؤونه لاحقاً هو تقرير خطاب المساعد الخاص لمنظمة الأمم المتحدة فيما يخص العراق.

 

سياسة إيران الناجحة في العراق

 

بعد توضيح نيكولاي ملادينوف لشروط المجتمع (مثل: العشائرية، الإحساس بالعنصرية و الحرمان، فقدان نوري المالكي للخبرة السياسية في إحلال الوفاق، ...) أشار لضرورة السياسة المتوازنة لجيران العراق و صرح بأن دعم الجيران لجناح واحد و محدد في العراق هو سبب للعنف، و كانت توصيات منظمة الامم المتحدة تقتضي بأن البلدان المعنية، يجب أن تتخذ سياسة شبيهة بسياسة إيران، لأن إيران لا تتعامل بتعصب فيما يتعلق بهذا البلد، و دائما تسعى للإستقرار و ليس لزيادة الأزمات، كذلك يقول: اليوم لا يوجد سوى سفارة للكويت في بغداد، و تقوم المملكة السعودية أيضا بتجهيز سفارتها هناك، لكن من السيء جدا إرسال الإرهابي بدلا من السفير إلى العراق.

 

مفاجأة داعش في العراق

 

و كما قال المساعد الخاص في منظمة الأمم المتحدة: كانت داعش تظن أنها بعد إحتلالها لقسم من أراضي العراق ستتوقف ولم تكن تنتظر إنهيار جيش العراق القليل الخبرة، وقد تنبأت منظمة الأمم المتحدة أن المجموعات المتطرفة ستهجم على مدن العراق الأخرى بعد الرمادي و الفلوجة، و هناك دلائل تشير إلى الإستعداد للهجوم على شمال العراق، و قال أن نوري المالكي رئيس وزراء العراق في ذلك الوقت لم يقبل بتحليلات منظمة الأمم المتحدة و كان يعتقد أن جميع هذه التحركات هي عبارة عن مؤامرة لعزله عن القدرة السياسية.

 

المجموعات السياسية المنطقية و الغير منطقية في العراق

 

قام ملادينوف بتقسيم المجموعات الفاعلة في العراق إلى مجموعتين منطقية و غير منطقية، و قام بالتذكير بأن تلك المجموعات التي تسعى لإعادة نظام البعث و تغيير القانون الأساسي في العراق لا يمكن التفاوض معها، أما بعض المجموعات الأخرى و التي تحس بالعنصرية في الواقع و تريد توزيع المقدرات بشكل عادل هي محقة و جديرة بالمشاركة و التفاوض، وبإعتقاد هذا المبعوث من منظمة الأمم المتحدة، لدى المؤسسات الدولية هدفين هما الوصول إلى التوافق بسرعة للخروج من عدم الإستقرار السياسي و من ثم الوصول إلى الإنسجام الطائفي و القومي العراقي، و من هنا فإن الإعتقالات الجماعية و زج الناس في السجون و عدم الإفراج عنهم، و تعثر النظام القضائي و إستمرار الفقر في العراق هو أمر مشين و يسبب الغضب ومن الجيد أن تكون موازنة العام 2015 و السنوات التي تليها بشكل يكون العراق فيها لكل العراقيين و ليس فقط للشيعة أو أي مجموعة خاصة أخرى.

 

الأزمة السورية و تزايد الأزمة في العراق

 

وفقاً لمعطيات و تصورات ملادينوف، فإن إستمرار الأزمة في سورية يعقد وضع العراق، و سيكون هناك عمل صعب جداً للجيش حديث الخبرة و غير المنظم العراقي مع تشكيل دولة داعشية في جنوب سورية، ومن جهة أخرى فإن هجوم جيش دمشق على مراكز داعش، سيؤدي إلى تدفقهم إلى المناطق العشائرية و السنية في العراق، و في مثل هذه الظروف يبقى هناك حل واحد لداعش و هو عبارة عن التوسع البري المستمر، لأن إنقضاء الوقت ليس بنفع داعش أبدا، و كلما مضى وقت أكثر سيكون جيش دمشق و بغداد أكثر قوة بمرات من المقاتلين المرتبطين بداعش.